حين تظهر أنجلينا جولي عبر الشاشة أو في أي من المهرجانات العالمية، نجد أن حضورها الطاغي يخطف أبصار ويقطع أنفاس كثير من الناس، وتظل العيون تلاحقها إلى أن تختفي عن نظرات الفضوليين والمعجبين، كما تطلق بعد اختفائها التنهيدات الحارة من أعماق الرجال والنساء على حد سواء!!
وبالطبع، لا يخفى علينا أن الجمال والرشاقة وحسن أدائها كممثلة وجاذبيتها التي لا تقاوم هي من أهم الأسباب التي جعلتها نجمة مميزة تحظى بكل هذا الحضور العالمي، لكن ما لا يخطر على البال هو أنها أدمنت المخدرات في مرحلة ما في حياتها، ولم تنكر ذلك، بل صرحت به على العلن، وعبرت عنها بأنها تجربة انتهت من حياتها، وأنها تتمتع الآن بحياة أسرية تشعرها بأهمية دورها في الحياة.
عادت أنجلينا جولي من تجربة المخدرات بحكمة جديدة وأمل في الحياة، لكن كثيرين غيرها لم يعودوا، ولعل من أبرزهم (ويتني هيوستن)، والتي توفيت مؤخرا إثر جرعة مفرطة في أحد الفنادق، وكانت نهاية لم تتوقعها بطلة (بودي جارد).
ما ذكرته في هذه المقدمة هو مدخل للتأمل في الواقع الذي نعيشه اليوم في المملكة، خصوصا مع ازدياد الإحصائيات التي تبين حجم الخطر المتزايد في نسب الإدمان بأشكاله المتعددة من حبوب مخدرة أو هيروين وغيره من المواد التي تسلب الإنسان حريته وكرامته وتحوله إلى عبد بلا وثيقة عبودية.
وإذا كانت أنجلينا جولي قد استطاعت التعافي الكامل من هذه التجربة البائسة، إلا أننا هنا نجد الوضع مختلفا عند المدمن في بلادنا، حيث يزداد الضغط على النظام الصحي، وبالتالي تظهر مشكلة الأسرة وكثرة عدد المرضى وعدم القدرة على توفير الرعاية الصحية اللازمة لعلاج هذه النوعية من المرضى، خصوصا أن العلاج ينقسم لجزءين، الأول «جسدي» حيث يتم مساعدة الجسد على التخلص من الاحتياج للمخدر، والثاني «نفسي» الذي يعالج الأسباب التي جعلت من الشخص فريسة للإدمان، ولذلك فإنه يحتاج لأناس متخصصين قادرين على العمل بصبر وتقديم العطاء بلا حدود.
والذي يجب معرفته أن انجلينا جولي ما كانت لتستطيع أن تعود لمجتمعها لو لم يكن متفهما لدوره في مساعدتها، عبر توفيره للبرامج التأهيلية التي تساعد المدمن على الخلاص من هذه الآفة، لكن من المؤسف أن يفتقر مجتمعنا لمثل هذه البرامج التي تساعد مرضى الإدمان على الاندماج في المجتمع بعد انتهاء فترة العلاج (group therapy)، وهي التي تساعدهم على تنفيس مشاعرهم وما يواجهونه من مصاعب، فحين يتشاركون همومهم مع الآخرين يجدون الإرشاد الصحيح من المرشد الذي يتواجد في الغالب مع المجموعة، ومع غياب مجموعة كتلك يفقد المريض القدرة على رؤية الطريق الصحيح ويجد نفسه هشا ضعيفا أمام رفاق السوء ومغريات المخدر.
والواقع أن الواجب لا تنفرد به الدولة فحسب؛ لأن تأسيس مراكز تحتوي على جميع التجهيزات والكوادر المحترفة تحتاج لرعاية دائمة وتقييم مستمر للكوادر العاملة وقدراتها على العطاء، وهذا مشروع ضخم نحتاج فيه إلى جهود كل من يملك الخبرة والمال أو القدرة على التغيير.
أما المجتمع، فإنه يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية، وأهمها هي الكف عن توجيه أصابع الاتهام للمتعافين من الإدمان، كما يجب أن يكف عن وضعهم تحت المجهر وجعلهم دائما في قفص الاتهام؛ لأن هذه من أكثر الأسباب التي تصيب حال المتعافي بالانتكاس وتعيده لحالته الأولى، وذلك حين يرى أن المجتمع غير قادر على الثقة به، وأنه لا يزال في نظرهم عبارة عن إنسان عديم المنفعة، والواقع أن هذه هي المشكلة الحقيقية.
وحقيقة، أتمنى لو أغمض عيني يوما وأرى فيه الناس في بلدي ينظرون لكل متعاطٍ سابق كما ينظرون لأنجيلنا جولي اليوم في بلدها وفي العالم، دون أي انتقاد أو أحكام مسبقة، ودون أن يذكروا بعضهم البعض بما مر في ماضي فلان وعلان.
وبالطبع، لا يخفى علينا أن الجمال والرشاقة وحسن أدائها كممثلة وجاذبيتها التي لا تقاوم هي من أهم الأسباب التي جعلتها نجمة مميزة تحظى بكل هذا الحضور العالمي، لكن ما لا يخطر على البال هو أنها أدمنت المخدرات في مرحلة ما في حياتها، ولم تنكر ذلك، بل صرحت به على العلن، وعبرت عنها بأنها تجربة انتهت من حياتها، وأنها تتمتع الآن بحياة أسرية تشعرها بأهمية دورها في الحياة.
عادت أنجلينا جولي من تجربة المخدرات بحكمة جديدة وأمل في الحياة، لكن كثيرين غيرها لم يعودوا، ولعل من أبرزهم (ويتني هيوستن)، والتي توفيت مؤخرا إثر جرعة مفرطة في أحد الفنادق، وكانت نهاية لم تتوقعها بطلة (بودي جارد).
ما ذكرته في هذه المقدمة هو مدخل للتأمل في الواقع الذي نعيشه اليوم في المملكة، خصوصا مع ازدياد الإحصائيات التي تبين حجم الخطر المتزايد في نسب الإدمان بأشكاله المتعددة من حبوب مخدرة أو هيروين وغيره من المواد التي تسلب الإنسان حريته وكرامته وتحوله إلى عبد بلا وثيقة عبودية.
وإذا كانت أنجلينا جولي قد استطاعت التعافي الكامل من هذه التجربة البائسة، إلا أننا هنا نجد الوضع مختلفا عند المدمن في بلادنا، حيث يزداد الضغط على النظام الصحي، وبالتالي تظهر مشكلة الأسرة وكثرة عدد المرضى وعدم القدرة على توفير الرعاية الصحية اللازمة لعلاج هذه النوعية من المرضى، خصوصا أن العلاج ينقسم لجزءين، الأول «جسدي» حيث يتم مساعدة الجسد على التخلص من الاحتياج للمخدر، والثاني «نفسي» الذي يعالج الأسباب التي جعلت من الشخص فريسة للإدمان، ولذلك فإنه يحتاج لأناس متخصصين قادرين على العمل بصبر وتقديم العطاء بلا حدود.
والذي يجب معرفته أن انجلينا جولي ما كانت لتستطيع أن تعود لمجتمعها لو لم يكن متفهما لدوره في مساعدتها، عبر توفيره للبرامج التأهيلية التي تساعد المدمن على الخلاص من هذه الآفة، لكن من المؤسف أن يفتقر مجتمعنا لمثل هذه البرامج التي تساعد مرضى الإدمان على الاندماج في المجتمع بعد انتهاء فترة العلاج (group therapy)، وهي التي تساعدهم على تنفيس مشاعرهم وما يواجهونه من مصاعب، فحين يتشاركون همومهم مع الآخرين يجدون الإرشاد الصحيح من المرشد الذي يتواجد في الغالب مع المجموعة، ومع غياب مجموعة كتلك يفقد المريض القدرة على رؤية الطريق الصحيح ويجد نفسه هشا ضعيفا أمام رفاق السوء ومغريات المخدر.
والواقع أن الواجب لا تنفرد به الدولة فحسب؛ لأن تأسيس مراكز تحتوي على جميع التجهيزات والكوادر المحترفة تحتاج لرعاية دائمة وتقييم مستمر للكوادر العاملة وقدراتها على العطاء، وهذا مشروع ضخم نحتاج فيه إلى جهود كل من يملك الخبرة والمال أو القدرة على التغيير.
أما المجتمع، فإنه يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية، وأهمها هي الكف عن توجيه أصابع الاتهام للمتعافين من الإدمان، كما يجب أن يكف عن وضعهم تحت المجهر وجعلهم دائما في قفص الاتهام؛ لأن هذه من أكثر الأسباب التي تصيب حال المتعافي بالانتكاس وتعيده لحالته الأولى، وذلك حين يرى أن المجتمع غير قادر على الثقة به، وأنه لا يزال في نظرهم عبارة عن إنسان عديم المنفعة، والواقع أن هذه هي المشكلة الحقيقية.
وحقيقة، أتمنى لو أغمض عيني يوما وأرى فيه الناس في بلدي ينظرون لكل متعاطٍ سابق كما ينظرون لأنجيلنا جولي اليوم في بلدها وفي العالم، دون أي انتقاد أو أحكام مسبقة، ودون أن يذكروا بعضهم البعض بما مر في ماضي فلان وعلان.